الأربعاء، 23 سبتمبر 2009



من الشعر الأمازيغي المعاصر بالمغرب



قصيدتان للشاعر أحمد الزياني[1]
الترجمة : د . فؤاد ازروال



خطوات على الضباب


خطوات على الضباب
تمشي ولا تصل ،
تمشي ولا أين.
ضاعت الوجهة،
وأنا بين االماضي
يناديني أن أعود،
وبين الآتي
يصرخ بي أن أسير.

تلفتت يمينا ويسارا
وهنا وهناك،
نظرت إلى الماء يتدفق
من ينابيع الظمأ،
تأملت جمال الوجوه
يذوب في النظرات ،
أبصرت الاخضرار
يسقط من الأيادي
ويذوي بالعرق.

أبحرت بلا شراع ولا قلوع،
فأينك أيها الساحل ؟
إني أرسل خطواتي
سابحة فوق الأمواج،
والشوق بداخلي
يتأرجح بين الهنا و الهناك.


حصدت الحنين
من أجنحة الريح،
وحصدت السنين
بالأيام والليالي،
وما فزت إلا بالخيبات
كعادتي في كل حصاد.



أنسى لأموت


في كل صباح ، وجهي في المرآة
كأني أول مرة
أراه،
أتأمل شعري المنفوش
فيذكرني بيوم الرحيل،
وكيف أني إلى اليوم لا أدري كيف رحلت،
ولا إلى أين سرت : الأمام أم الوراء؟

أرى المرايا ، يمتد بعضها في بعض،
و أراها جميعا تعكس وجه الذكرى
في نفس كل من يحملها :

هل حقا كانت النجوم قريبة مني ،
و كان البدر منحنيا إلي،
وكانت العصافير تصدح ،
وكان الديك يصيح،
وكانت الفراشة تراقص الزهور،
وكان العمر يهمس لي :
"اجعل هنا نهايتك" ؟
وأنسى لكي أموت .

وها أنا الآن هنا ،
أمنح للعمر ما حرمني إياه،
لا أهتم للرياح تزمجر
لأني أحس بكل اتجاه تأتي منه

،
لا اهتم للفراق
لأن كل وجه يجد في الآخر
شبيه ملامحه.

وها أنا الآن هنا أقف على باب الأمنيات،
بعضها للماضي بما أخذ ورحل
و بعضها للآتي بما يحمل و يخفى.




[1] - الشاعر أحمد الزياني ، شاعر مغربي يبدع باللغة الأمازيغية ، وهو من الشعراء المقيمين بالمهجر ، وينتمي إلى جيل الشعراء الشباب الذين سعوا إلى تطوير التجربة الشعرية الأمازيغية وتجديدها ، ونشر عدة دواوين بالمغرب وأوروبا و ترجمت بعض أشعاره إلى عدة لغات منها الفرنسية والإسبانية والهولندية و البرتغالية والصينية والسورينامية ..... والقصيدتان المترجمتان هنا ، مأخوذتان من ديوانه الأخير " وجوه تبحث عن ملامحها في الماء"

.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق